ويقول الرسول ص: يأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة.
لقد هالنا ما نشر وما تم تداوله مؤخرا على أحد صفحات الفيسبوك حول شبكة رصد الجزائرية. حيث أتهمنا بأننا شبكة تسير من قطر، تعمل مع المخابرات الفرنسية، تنسق مع الجزيرة في مشروع فتنة في الجزائر، وغيرها من الاتهامات الجزافية والجاهزة والتي تعبر عن فقدان صاحبها لعقله. وبالرغم من صدمتنا فإن الأمر كان مضحكا، فشر البلية ما يضحك، لأن من نسج هذه القصة الهيليودية وأقحم حتى الصحفية خديجة بن قنه هو شخص أو جماعة موهومة منفصلة عن الواقع وتستهتر بوعي الشعب الجزائري.
لهؤلاء جميعا نقول: نحن شباب جزائريون لا يجمعنا سوى حب هذه البلاد، أحزننا ما آلت إليه سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. ضاقت بنا الأفق ولم نجد من وسيلة نعبر بها عن آرائنا وتخرجنا من دائرة التهميش والإقصاء الإعلامي ، سوى فضاء الانترنيت.
إننا نصبو إلى رفع مستوى الوعي السياسي لدى الشباب وخلق فضاء للحوار وتبادل الآراء، والرقي بأذواقهم واهتماماتهم وإخراجهم من الإدمان على أخبار الرياضة وبراثن غرف الدردشة والجنس إلى هموم الوطن، ليعلموا أن الوطن لن يبنى إلا بأيديهم، وأن عليهم واجبات ولهم حقوق، ندعوهم إلى المشاركة السياسية الإيجابية .. فهذا أسمى أساليب التغيير والإصلاح ..لأننا نؤمن أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..كما نؤمن أن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن .
لسنا دعاة ثورة أو فتنة…..فنحن نحسب أنفسنا أحرص الناس على دماء الجزائريين وعلى استقرار البلاد….فيكفي الجزائر ما دفعت من ضحايا في التسعينيات (أكثر بمئات المرات مما تدفعه الثورات العربية الآن مجتمعة).
لكن هذا لا يعني أن تستغل مأساة التسعينيات كفزَاعة لحرمان الشعب من حقه في التعبير، من حقه في ممارسة سياسية شفافة، من حقه أن تصان كرامته وتحترم آدميته، وأن يكون له حق التصرف في ثرواته بمؤسسات منتخبة بكل شفافية ونزاهة.
لا يمكن للجزائر أن تبنى أو تقوم لها قائمة إلا بسواعد الجميع دون إقصاء أو تهميش.
نقول هذا ونحن نرى الجزائر وبعد 50 سنة من الاستقلال تستورد أكثر من 80% من حاجياتها و 98% من مداخيلها تأتي من تصدير النفط. إذا كان البترول اليوم يكفينا أن نأكل ونركب السيارات الكورية والفرنسية فإنه لن يكفينا لعشر سنوات، وإن كفانا لعشر فإنه حتما لن يكفينا لعشرين سنة!
هل سألنا أنفسنا ماذا تركنا لأبنائنا غير الأسمنت والإسفلت! ماذا سيكون عليه حال الجزائر بعد 15 سنة من اليوم وربما قبل ذلك بكثير..من أين سنأكل وماذا سنلبس؟.
إذا كان الكثير منا اليوم نال حظا من المال المهدر ليلبس اللباس المستورد ويركب السيارة المستوردة ويأكل القمح المستورد، ويشرب الحليب المستورد ويعالج بالدواء والآلات المستوردة دون أن ينتج شيئا ذا قيمة فإنه من حق أبنائنا علينا أن نملكهم سلاح العلم وأن نمكنهم من التكنولوجيا والزراعة حتى يستمر هذا الوطن ولا يتحول إلى صومال آخر. ألهذه الدرجة بلغ بنا الأمر من تغييب العقل! ألم يسأل أحدكم نفسه، ماذا سنفعل بدون بترول وغاز؟ أليس من حقنا ، بل من الواجب علينا، أن نطالب بحسن التصرف في هذه الثروة وتوجيهها لنهضة الأمة واستثمارها في الإنسان بدل هدرها لاسترضاء الشعب أو حصرها في بنية تحتية لا ترقى حتى لأبسط المعايير الدولية.
لقد سئل أحد المفكرين المصريين مؤخرا : هل يمكن أن يعيش الشعب في حالة من الفقر والرضا في نفس الوقت، قال نعم إذا كان هناك عدل!
إذا كنتم تشعرون بالعدل..فنحن لا نشعر به ، وإذا كنا لا نشعر به فمن حقنا أن نطالب به!
هل يعقل أن يتحكم رجل واحد في قوت شعب بأكمله؟ ويتحول إلى إله يمنع عنهم الزيت متى شاء ويرفع سعر السكر متى شاء ويبيعه بالخسارة إذا أراد….
سئمنا من أخبار نهب المال العام حتى أننا لم نعد نحصي الملايير المهدرة يمينا ويسارا، بل لم نعد نهتم لهذه الأخبار لأن كثرتها أصابتنا بحمى البلادة ….
50 سنة من الاستقلال ومازال المواطن يقف لساعات في مكاتب البريد ليستلم راتبه وقد لا يستلمه … ويقف في الطوابير ليسدد فاتورة الكهرباء..وفي الطوابير ليستخرج شهادة ميلاد…نحن شعب يعيش خارج تكنولوجيا العصر!
عجزنا عن تسيير مطارنا الدولي فأتينا له بشركة فرنسية….!
عجزنا عن تسيير مينائنا الخردة فاستأجرنا شركة إماراتية!
عجزنا عن تسيير مياهنا فاستعنا بشركة فرنسية!
عجزنا عن استخراج نفطنا فبعنا حقولنا وأصبح أحفاد بن مهيدي عمالة عند الأمريكي واللبناني والفرنسي والصيني.. ويهانون في بلدهم وبأموالهم! بل أنهم استغنوا عنهم واستوردوا البنّاء والكهربائي والسائق…الخ
الجزائر هي الدولة التي تغير قوانينها باستمرار لتسحب مزيدا من صلاحيات الهيئات المنتخبة!
الجزائر أكثر بلد طارد للأدمغة في العالم !
الجزائر آخر دولة في العالم من حيث التحديث!
الجزائر تحتل المرتبة 105 في الشفافية ومحاربة الفساد.. بينما قطر المرتبة 19 وجيبوتي 59!
الجزائر تمتلك أسوأ نظام بنكي على سطح المعمورة دون منافس!
عاصمتنا هي ثاني أسوأ عاصمة في العالم سهولة في العيش والراحة بعد هراري (زيمبابوي)، وفي نفس مرتبة دكا عاصمة بنغلاديش!
عاصمتنا هي الوحيدة في العالم التي يقسمها واد من الصرف الصحي!
جزائر اليوم هي الدولة التي لديها الملايير وتعجز عن توفير الأدوية لمواطنيها والتطعيم لأبنائها!
جزائر اليوم هي الدولة التي لديها الملايير وتعاني من أزمة سيولة!
الجزائر هي البلد النفطي الوحيد في العالم التي يموت شبابها غرقا في البحر وهربا من العيش فيها!
الجزائر هي الدولة النفطية الوحيدة التي تصدر بترولها خاما وتستورده بنزينا ومازوتا!
الجزائر هي الدولة التى تنام على أحد أكبر احتياطات النفط والغاز بينما يقضي سكان جنوبها الساعات دون كهرباء في عز الصيف، بينما يسحب الغاز والنفط من تحت أرجلهم….
الجزائر هي الدولة الوحيدة التي تتقلص فيها شبكة السكة الحديد سنة بعد سنة!
الجزائر هي الدولة التي تمتلك ميناءً بحريا تنتظر فيه السفن أسابيع لتفريغ حمولتها ثم تسرق الحاويات في الميناء!
الجزائر هي الدولة التي يقع ميناؤها البحري الأهم وسط العاصمة وتستغرق الشاحنات والسيارات ساعات لتخرج إلى حدود العاصمة..!
الجزائر هي الدولة النفطية الوحيدة التي لا تمتلك طرقا سريعة.. وحين أنجزت مشروعا بدأ بتكلفة 4 مليار دولار وانتهى بـ 20 مليار دون أن يكتمل.. وكان الأكثر تكلفة والأسوأ عالميا وتحول من مشروع القرن إلى فضيحة القرن!
الجزائر هي الدولة التي يستثمر فيها الأجنبي بقروض من أموال الشعب!
الجزائر هي السوق المستباح لكل بضائع وسلع العالم دون رقابة أو معايير!
الجزائر هي الدولة التي تخطط لبناء أكبر جامع في العالم وأنفقت عن دراسته ما يكفي لبناء مئات المساجد. وفي نفس الوقت يحرق موظفون رسميون مساجد دون أن تحرك ساكنا!
الجزائر هي الدولة التي تستفز شعبها كل سنة مرات عديدة وتصرف مئات الملايير على مهرجانات الغناء والرقص بينما عشرات آلاف من العائلات يعيشون تحت القصدير!
الجزائر هي البلد الذي لا تمنح فيه رخص الحانات إلا للمجاهدين في سبيل الله!
الجزائر هي الدولة التي لها وزيرة ثقافة لا تمت لثقافة الشعب بصلة!
الجزائر هي الدولة التي تنفق المليارات على التعليم ولكنه ينهار في كل المستويات!
الجزائر هي البلد الذي فيه تسمى الجامعات بغير أسماء أهل الفكر والعلم!
الجزائر هي بلد تتفشى فيها الجريمة والمخدرات والسرقة … ويخاف فيه المواطن أن يغادر بيته أو يركن سيارته في الشارع… وأصبح سجينا في بيته والحديد يحيطه من كل مكان..
الجزائر هي من أجمل عشرة بلدان طبيعةً في العالم، ولكنها دون أي استثمار سياحي!
إلــى الذين اتهمونا بالخيانة والعمالة نقول : إننا نظرنا يمنة ويسرى من حولنا فوجدنا أن الأمم تنهض بالحرية وتنكسر بالاستبداد
لذلك فإن لنا أحلامـــــــــــا
نحلم أن تكون الجزائر بلدا ديمقراطيا ..
نحلم بانتخابات حرة….
نحلم أن يكون لنا برلمانا معبرا عن إرادة الشعب …
نحلم أن يكون لنا رئيسا ننتخبه بحرية من بين العديد من المرشحين ..رئيسا عاش حياة المواطن البسيط .. عرف معنى طوابير البريد وأزمة السيولة..عرف معنى غلاء المعيشة وسوء الرعاية الصحية وعدم توفر التطعيم لأبنائه، وسوء الطرقات وأزمة المواصلات، وشح المياه، ورائحة الصرف الصحي والناموس والقمامة ….ألخ
نحلم أن يكون لنا دستورا يكتبه الشعب ويعبر عن تطلعاته.
نحلم أن يكون لنا ولاة منتخبون ومجالس بلدية و ولائية بها أكفأ الرجال وأنظف الأيدي…
نحلم بأن يكون لنا تعليما يصنع أجيالا من العلماء والمفكرين والمبدعين.. لا تعليما يصنع جيلا من العصابات وأصحاب السكاكين والسيوف ومدمني المخدرات…
نحلم بأن تكون لنا مستشفيات نظيفة ورعاية صحية حقيقية…
نحلم بأن لا نقف الساعات الطويلة أمام مكاتب البريد لاستلام أجورنا، مثل بقية الدول العربية، ولا نقول الأوروبية…
نحلم أن تكون لنا كرامة ويعامل الجزائري باحترام أينما حل ..في الداخل والخارج…
نحلم أن نغادر بيوتنا دون أن نخاف من السرقة ..
نحلم أن ننزع « الباروداج » من نوافذ بيوتنا ونخرج من سجوننا…
نحلم أن تختفي ألاف الحواجز الأمنية التي تملأ طرقاتنا ومدننا، مداخلها ومخارجها، وتنَكّد علينا أسفارنا وترحالنا…
نحلم أن لا نقرأ أخبار شبابنا وهو يفرون في قوارب الموت…
نحلم بأفضل جامعة في إفريقيا..
لا نحلم بأكبر جامع في العالم بل نحلم أن يعمر شبابنا المساجد….
نحلم بفريق وطني بلاعبين جزائريين وليس بفريق من لاعبين مهاجرين وأنصار جزائريين!
.. نحلم ونحلم ونحلم….
إذا استكثرتم أحلامنا فإننا لا نحلم إلا بـحـــــــــــرية وعدالة اجتماعية.
إذا كانت هذه الأحلام جريمة فلا بأس أن نحاكم عليها، وإذا كانت خيانة للوطن فأرجوكم أن تعلموننا ما هو الولاء للوطن….
إنها أحلام أصبحت كبيرة ولكنها ليست مستحيلة… إذا حقق لنا الرئيس بوتفليقة، أو أي زعيم آخر، جزءا منها فسنكون له من شاكرين، إذا حقق لنا شطرا منها فسنكون له مدينين ولذكراه حافظين، وإن حققها كلها فسنقيم له تمثالا في قلوبنا قبل بيوتنا ونسمي مواليدنا بإسمه ونلقبه: « أبو الجزائر الحديثة »…
وبرغم كل المصائب تبقى الجزائر بلد أعظم ثورة في القرن العشرين وبلد المليون ونصف المليون شهيد…ولكن… ألا تستحق دماء هؤلاء الشهداء جزائر أفضل بكثير…ماذا لو عاد الشهداء هذا الأسبوع، على رأي طاهر وطار، وسألونا ماذا فعلنا بالجزائر؟..حتما، ستستحون وتصمتون!
ولله الأمـــــــــــر مـــن قبل ومـــــن بعـــــــد
4 comments
Pensez-vous que ceux qui ont participé à la destruction de l’Algérie depuis 62, sont les plus aptes à la reconstruire aujourd’hui?
إن غلا الزيت نقمنا
أو غلا السكر قمنا
أو حرمنا
منصب شغل و سكنى
زورق الموت ركبنا
لكن
إن دعينا للحرية
و الكرامة الإنسانية
و جهاد الظلم سلما
و رشاد صار حلما
قلنا يا أخي أقلنا
نحن لا نريد فتنة
mazighi et Amira safia,Je suis l’auteur de ce texte. Je suis désolé, mais votre lecture est un peu superficielle.
فتنة عنها نحيد
قتل شيخ و وليد
من نظام كم عنيد
قادنا مثل العبيد
ما وراء الحكم حكم يختفي بين الشقوق
قد تبدى في جهاز دوره هضم الحقوق
يصنع الرياس دوماً ، كالدمى بين يديه
أبداً لم يخش لوماً، فالدما ملء يديه