Nadjib Belhimer
ظهر تبون بعد أكثر من شهرين من الغياب، وظهوره كان لإثبات أنه يتمتع من الحد الأدنى من القوة التي يشترطها النظام الجزائري في شاغل منصب الرئيس، القدرة على التنفس والكلام.
خلال أقل من خمس دقائق استغرقتها كلمته استطاع تبون أن يثبت حالة الفراغ والضياع التي وصلت إليها مؤسسات الدولة التي يبدو أنها لم تعد تضم من يملك القدرة على كتابة كلمة مختصرة ومركزة مهمتها الأولى تقديم إجابات للجزائريبن حول أسئِلة تتداول وتفتج الباب للروايات الأكثر جنونا.لا تركيز، ولا منهجية، جمل مبعثرة تتجه إلى التأكيد على أن كل شيء على ما يرام، وأن صاحب القرار معروف وهو يتابع على مدار اليوم، أو حتى على مدار الساعة ما يجري في الوطن، والرسالة هنا واضحة، كل ما سيعلن من قرارات خلال الأيام المقبلة لا يمكن التشكيك في نسبته إلى تبون، سينطبق هذا على التصديق على الدستور وتوقيع قانون المالية وربما قرارات أخرى لا نعرفها.
هو يقول إنه سيتعافى بعد فترة حددها بين أسبوع وثلاثة أسابيع، وبتجربة الجزائريين مع الخطاب الرسمي يمكن القول أن الرجل لن يكون بمقدوره العودة إلى نشاط ما قبل المرض قبل شهر على الأقل وربما أشهر، وفي الأثناء سيصدر قانون جديد للانتخاب لأن أولوية الانتخابات ستكون ملحة لاحقا ( ليس بالضرورة الانتخابات التشريعية والمحلية حصرا).
خلال كلمة قصيرة أراد تبون أن يظهر في موقع المتابع وصاحب القرار، لكن الذين سجلوا الكلمة كانوا في عجلة من أمرهم ولم يسعفهم الوقت لتصحيح خطأ ورد في كلام تبون عندما ذكر قانون المالية لسنة 2020 بدل سنة 2021، فالتفاصيل في هذه الأوقات العصيبة لا تهم حتى ولو سكن فيها ألف شيطان.السلطة بحاجة إلى الوقت لإنضاج خياراتها، ولم تجد إلا العودة إلى أساليب تسيير عجز بوتفليقة الطويل لتوفير هذا الوقت الثمين، كل هذا يتم على حساب صورة الجزائر التي زادها هذا الظهور قتامة.. رئيس يتحدث بصوت متهدج عن الجزائر القوية وحاله تجسيد لكل معاني الضعف.كانت فرصة أخرى مهدرة للعمل يحكمة الصمت.
2 comments
الفيديو صوره خالد تبون خوفا من انهاء مهام والده
هده لعنة المغاربة ان الله يمهل ولا يهمل