Home Opinions رسائل القمع

رسائل القمع

by Redaction LQA
Nadjib Belhimer

 رسائل القمع في يوم واحد طالت قائمة المعتقلين بعشرين من أبناء السلمية تم الزج بهم في السجن بعد أن حصل توافق غريب بين محكمتي باب الواد وسيدي محمد على إيداع هؤلاء الذين تم اعتقالهم يوم السبت بسبب التظاهر السلمي.مجموعة من الرسائل تبعث بها السلطة اليوم؛ أهمها أنها لا تسمح بالتظاهر خارج يوم الجمعة، وهو ما يعني أن الأمر لا علاقة له بالقانون بل يرتبط مباشرة بالتسيير الأمني لوضع سياسي تبدو السلطة عاجزة عن السيطرة عليه، فالمتظاهرون الذين يخرجون إلى الشارع بأعداد كبيرة يوم الجمعة يستحيل إخراجهم من الشارع دون الوقوع في المحظور الذي لا تستطيع السلطة تحمل كلفته السياسية.
رسالة أخرى تمثل تذكيرا بأن الحبس المؤقت لم يتم إسقاطه من قائمة الأدوات التي تستعمل لترهيب المتظاهرين وكسر عزيمتهم، والمقصود هنا أولئك الذين يصرون على الخروج يوم السبت ضمن مظاهرات تستهدف تصعيد الضغط على السلطة، والذين باتوا مصنفين ضمن النواة الصلبة للسلمية، ويرتبط هذا التذكير بشكل مباشر بتفنيد مقولة خوف السلطة من الضغط الخارجي بعد الانتقادات التي وجهتها مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، والتقرير الأخير لكتابة الدولة الأمريكية، وكلامهما أشار إلى الإسراف غير المبرر في اللجوء إلى الحبس المؤقت، فالسلطة تريد أن تقول بأنها قوية ولا تخشى أحدا، وأن السجون ما زالت مستعدة لاستقبال مزيد من المتظاهرين السلميين.
الإشارة الثالثة التي تمثلها قرارات الحبس بالجملة تتصل بالانتخابات وأجواء تحضيرها، فقد صارت الاعتقالات ملازمة لكل اقتراع لاعتقاد السلطة أنها تحتاج إلى حد أدنى من الهدوء لتمرير انتخاباتها، وهو دليل آخر على الفشل في تمرير خيارات السلطة دون إحداث مزيد من الشروخ بينها وبين المجتمع.
الأجواء السائدة في البلد تنذر بالأسوأ، فالسلطة ترى أن القمع هو طريقتها الوحيدة لإثبات قوتها، في حين أنها تتجاهل ثمن هذا الخيار والذي يتمثل في مزيد من الإصرار من جانب الشارع، وتوريط القضاء والأجهزة الأمنية في مواجهة يستحيل تسييرها دون كلفة باهظة على المدى المتوسط، والضغط الذي باتت تمثله هذه الوضعية تدفع إلى ارتكاب مزيد من الأخطاء صارت تتراكم لتزيد من هشاشة السلطة وتهالكها وانهيار الثقة بين عصبها.الحل الوحيد الذي يمكن أن يعيد الوضع إلى طبيعته ويفتح الباب لمعالجة القضايا الحقيقية التي تهدد استقرار البلد سياسيا واقتصاديا وأمنيا، هو الحل السياسي، وكل ما تفعله السلطة اليوم يبعدنا أكثر عن هذا الحل ويزيد في تعقيده ورفع كلفته.

You may also like

Leave a Comment

Le Quotidien d'Algérie

Tribune de l’Algérie libre

Newsletter

Subscribe my Newsletter for new blog posts, tips & new photos. Let's stay updated!

Nouevautés

@2008 – All Right Reserved. Designed and Developed by LQA