5
https://www.raialyoum.com/
بشير عمري
لطالما اعتبرت النخبة سببا للنكسة السياسية والثورية التغييرية التي تأملها الشعب ورامها في انتفاضاته المتتالية في العالم المسمى عربيا، إما رهبا من بطش السلطة وإما رغبا في فتاتها، وإما تعاليا عن العقل والإرادة العموميين باعتبارهما “عموميين” لا عمق لهما ولا معنى لهما في التاريخ (النظري) الذي تمتلئ به عقول تلكم النخب، لكن يظل السؤال الكبير الذي يدق برنين جرسه القوي في مسرح السياسة عبر كل التجارب القطرية العربية هو، ما الذي أدى اليوم إلى تلاشي صوت المثقف الحزبي الذي كان رائدا في زمن الحركات الوطنية وهو من أسس للوعي الوطني ورسم خارطة التحرر والحرية قبل أن يستقيل من مهمته في مرحلة إعادة البناء الوطني ويركن إلى رغائبه الخاصة؟ .
كنا قد أشرنا في مقالنا السابق إلى التقاليد الحزبية السياسية القديمة لنخب الاستعمار في قواه التقليدية وأبرزها فرنسا، حيث الحركة الحزبية تظل أساس للنقاش العام والسياسي في البلد، وكيف أن اليمين واليسار، من خلال مثقفيه، يخترق “القفصية الحزبية” ويعبر من خلال مرجعيتها عن موقفه حيال عديد المسائل الوطنية والعالمية ومن أبرز ما اهتم به، هو محاولة فهم، وإعادة تشكيل الكولونيالية وفق المستزاد والمستجد من حركات شعوبها من وعي، وبذلك ضمن هؤلاء المثقفون سلطة السياسة، وسلطان المثقف فيها في سلم العمل الوطني بوصفها حقيقة الوعي فيه والعنصر الحيوي في مسألة الديمقراطية واستمرارها في البلد الامبراطور.
ad