alquds.co.uk
1 – يوليو – 2019
كانت «ضربة معلم» عندما وصف قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة وجماعته بالعصابة. حدث ذلك في يوم مشهود في حياة الجزائر المستقلة، أصاب الجزائريين بالبهجة والذهول في الوقت ذاته؛ البهجة لأن ذلك التعبير كان إيذاناً بنهاية آل بوتفليقة وأيامهم السوداء في الحكم، والذهول لأن قايد صالح انفصل بسرعة خارقة وسلاسة عن حكم بوتفليقة بعد أن كان، إلى أسابيع معدودة قبل ذلك اليوم، ركناً رئيسياً من أركانه.
لكن ما تناساه قائد الأركان وتجاوزه الجزائريون في غمرة الأحداث التي تشهدها البلاد منذ الـ 22 من شباط (فبراير) الماضي، أن هناك عصابة إعلامية لا تقل شراً وأذى للبلاد عن العصابة السياسية. ما كان للعصابة السياسية أن تعيث في الجزائر ظلماً وفساداً لولا تواطؤ وصمت العصابة الإعلامية وتمجيدها مقابل فتات من المزايا، وفي أحيان كثيرة مقابل لا شيء، أو مجرد الاستمرار.
يجب أن نمتلك شجاعة القول إن للإعلام الجزائري نصيباً من المسؤولية في الدرك الذي نزلت إليه الجزائر في عهد بوتفليقة. الإذلال الذي مارسته عصابة بوتفليقة والضغوط الشديدة لا تكفي لتبرئة الجسم الإعلامي.
لم أتعوّد على انتقاد الزملاء الصحافيين الذين عملوا في ظروف صعبة مرت بها الجزائر خلال العقدين الماضيين. بحثتُ وسأبحث لهم دائماً عن أعذار، ويقيني أنني لست أشطر منهم أو أفضل، بل لو بقيت هناك لربما كنت مثلهم. لكن هذا لن يمنعني من القول إن المذيع التلفزيوني الذي أمضى عشرين عاماً يقرأ رسائل بوتفليقة الخائبة الكاذبة، ويمجد حكمه ويشيد بـ«فطنته وحنكته وعظمته وفخامته»، ولو ضمن وظيفته المرغم عليها، هذا المذيع لا يمكنه أن يكون جزءاً من العهد الذي حرر الجزائر من كابوس بوتفليقة وعصابته. عندما يرتبط اسمك ووجهك ببوتفليقة وأويحيى، يجب أن تختفي أنت أيضاً من حياة الجزائريين في الساعة التي تعقب سقوطهم. إنها مسألة نزاهة أخلاقية أولاً وقبل كل شيء آخر، دعك من الاعتبارات الأخرى. بقاؤك وكأن شيئاً لم يحدث يعني أن فرحتهم ناقصة وحلمهم مبتور.
المسؤولون الأكثر حضوراً في التلفزيون هم الأكثر كرهاً من الجمهور: من محمد الشريف مساعدية في الثمانينيات، إلى بوتفليقة، مروراً بأويحيى وآخرين
المذيع في التلفزيون الحكومي، كريم كريم بوسالم، هو أحد هؤلاء وأشهرهم. ارتبط عهد بوتفليقة تلفزيونياً بوجهين: بوسالم وفريدة بلقاسم. لو كان أداؤهما خلال العقدين الماضيين في الاتجاه الصحيح، لاستحقَّـا الأوسمة والتخليد في دفاتر التاريخ المشرقة، لكنهما ارتبطا بنظام حكم ستلاحقه لعنة التاريخ طويلاً. والمنطق السليم يتطلب أن يختفيا مع انتهاء ذلك العهد سيئ الذكر.
بيد أننا بعيدون عن تحقيق حلم اختفائهما. أسوأ من ذلك، الأربعاء الماضي، أحدث الفريق أحمد قايد صالح مفاجأة عندما اختار من آلاف الأجسام والأفراد الذين يكدّون في صمت تمجيد بوسالم والثناء عليه بالاسم في خطاب علني تابعه ملايين الجزائريين. وسبب الإطراء برنامج تلفزيوني قدَّمه المذيع المذكور قبل أربعة أيام كال فيه لقائد صالح سيولاً من المديح ذاته الذي كاله لبوتفليقة طيلة 20 عاماً بلا انقطاع.
الذي كتب خطاب قايد صالح في ذلك اليوم جانَبَ الصواب. تلك الإشادة هي عنف لفظي بحق الجزائريين الثائرين، ونوع من التمجيد لرمز من رموز عهد بوتفليقة الذي لا يتوقف «القايد» عن تذكيرنا بشروره.
إذا كان هذا هو النموذج الإعلامي الذي يبشّرنا به قائد أركان الجيش، فمن حق الجزائريين أن يقلقوا على مستقبل بلادهم. الثناء على بوسالم يتزامن، ويتناسق تماماً، مع ردّة في تعاطي التلفزيون الحكومي، ومعه تلفزيونات القطاع الخاص، مع الحراك الشعبي المستمر ومطالبه السياسية. في التلفزيون الحكومي تغيّر الشكل فقط. كان الجزائريون على موعد يومي مع بوتفليقة فوجدوا أنفسهم على موعد يومي مع قايد صالح، يشاهدونه ويسمعونه كل يوم. وعندما لا يكون هناك جديد من لدنه، يعيد التلفزيون بثّ مواد من اليوم السابق. في نشرات الأخبار لا حديث إلا عن قايد صالح، تصريحاً أو تلميحاً، وتحركاته وخطته السياسية القائمة على تنظيم انتخابات رئاسية ورفض ما دون ذلك من مشاريع حلول. هناك إفراط في تمجيد هذا التوجه وصاحبه. وهذا لا يبشّر بالخير، ولا يجب أن يُسعِد قايد صالح ذاته، لأنه سبيل نحو إعادة إنتاج العهد البائد. إذا كان «القايد» صادقاً في كلامه عن مرافقة الجزائريين نحو مستقبل جميل، فعليه بدايةً أن يكف عن استغلال التلفزيون الحكومي لصالحه، وعليه التوقف عن التعويل على هذا التلفزيون، لأن هذا الأخير نذير شؤم (المسؤولون الأكثر حضوراً في التلفزيون هم الأكثر كرهاً من الجمهور: من محمد الشريف مساعدية في الثمانينيات، إلى بوتفليقة، مروراً بأويحيى وآخرين). التلفزيون في بلد مثل الجزائر أداة قمع مثل الشرطة والإدارة والمحاكم والسجون. وعلاقة الجزائريين بهذا التلفزيون سيئة على الدوام إلا من فترة وجيزة أثناء حكم الشاذلي بن جديد ومولود حمروش.
التلفزيونات الخاصة بدورها لم تتأخر عن ركوب قافلة «القايد» بعد أن تنكرت لبوتفليقة ودفنته بسرعة. من حق الجزائريين أن يؤمنوا بأنها تلعب دوراً لا يقل أذى عن التلفزيون الحكومي، ويخافوا من أن يأتي يوم ينزل على مالكيها ثناء مفاجئ من النوع الذي نزل على بوسالم.
كاتب صحافي جزائري
2 comments
On se souvient que dans les années 2000, ce corpulent bonhomme K. Bousalem avait tout d’un coup fondu comme neige au soleil. La raison? Il prenait beaucoup trop de place dans l’écran par rapport au Cadre de fakhamatouhou qui était soudé sur le mur derrière lui. Fakhamatouhou avait dit à son Franginmatouhou Saïd: écoute, ou bien ce gars perd beaucoup de poids et vite, ou bien tu me le vires du JT…
Ayant perdu beaucoup de kilos, le gars resta planté dans le 20 heures pendant des années, souffrant le martyr la nuit pour ne pas aller faire un tour dans sa cuisine. Une fois enfin debarqué du JT pour faire place à poupiyyate Hadjout, il reprit ses kilos, et même plus. Maintenant il a de l’avenir, puisqu’il fait 150 kg pour coller de près à la corpulence « standard » de nos généraux…
Ce type fut un temps où il présentait une émission « el Soubhiyatte » sur la chaine régionale de Constantine, vite sélectionner et a « trouver du travaille sur alger » personnellement j’étais dégouté quand il a méchamment répondu en, direct a un pauvre journaliste mauritanien présent sur le plateau avec lui ce jour la…bref