11 septembre 2019
بقلم الاستاذ: عبد الوكيل بلام
نزاهة الإنتخابات يا صديقي لا يحدّدها محضر الفرز و لا تقرير لجنة، إنّ هذا لَعَمري استغباءٌ للناس و استبلاهٌ لهم . لا يمكن الحديث عن نزاهة الممارسة الانتخابية دون التطرّق لموضوع هام و هو توفير مجالات تساوي فرص ممارسة الفعل السياسي بمختلف تجلياته.
ماذا عن تكافؤ الفرص في المجال الإعلامي؟
كيف لمن يتحكم في خمس فضائيات عمومية و ستين إذاعة محلية و وطنية و دولية و أكثر من عشر جرائد بمواقعها الإلكترونية و مكاتبها المحلية و يمنع غيره من اكتساب كل هذا عن طريق تجنّب الحديث عن إصدار القوانين الخاصة بالإعلام الإلكتروني و قانون السمعي البصري و قانون الإشهار و يتحكّم في ملايير الإشهار العمومي لنفخ المطبّل أو خنق المعارض أن يتحدث عن تكافؤ الفرص في مجال الإعلام و يدعوا الناس للانتخابات النزيهة!!!
كيف لمن فتح خطّا مباشراً لتوجيه مُلّاك القنوات و تهديدهم بل وصل به الأمر لنصب “ڨاريطة” لجنوده عند مدخل كل قناة، أن يتحدث عن حرية التعبير و تكافؤ فرص التنافس.!!
ماذا عن حرية التنقّل من و إلى أرض الوطن!!
كيف لمن ما يزال يمنع جوازات سفر عن مواطنين أبرياء و يُبقي على تأشيرات ال IATN عند شرطة الحدود على أسماء الذين عارضوا العصابة السابقة فمنعتهم حتى من دفن والديهم، أن يصدع رؤوسنا بالحديث عن العهد الجديد!!
ماذا عن حرية تأسيس الأحزاب و الجمعيات!!
كيف لمن يمارس الإنتقائية في منح الإعتمادات للجمعيات و الأحزاب و يعتبر وزارة الداخلية ملكية خاصة أن “يهدر” عن تكافؤ الفرص لجميع الجزائريين!! بل وصل الأمر بأعضاء بعض الجمعيات التظاهر أمام قصر بدوي فتمّ طردهم.
ماذا عن حرية الإجتماع و التظاهر!!
كيف لمن يمنع تنظيمات و أحزاب معتمدة من تنظيم جامعات صيفية و لقاءات جوارية تماما كما كانت تفعل العصابة السابقة، أن يصدع آذاننا بخطابات الدعوة للإنتخابات !!
كيف لمن يجلس على عرشه في كازيرنته بين ” كتَبة الوحي” من جنوده كل أسبوع في حملة إنتخابية مسبقة ليخاطب معارضيه و يسهب في تصنيفهم و تسفيههم و تخوينهم و وصفهم بأبشع النعوت و يعرض علينا ما يشبه برنامجا سياسيا لمرشّح قادم أن يكلّم الناس عن نزاهة الممارسة الانتخابية.
ماذا عن شرعية تعديل القوانين كما تشاء أنت و بجهاز تشريعي موروث عن العصابة السابقة صنعته على عينها!! مع حرمان الطبقة السياسية من المساهمة الفعلية ” لا العبثيّة” في النقاش العميق حول موضوع ذو علاقة مباشرة بأغنية الإنتخابات هذه!!
ماذا عن جهاز القضاء و مؤسساته و هي نفسها الموروثة عن العصابة السابقة و دوره في مباركة كل مذابح التزوير السابقة و الذي كان على أتم استعداد للشهادة و الختم على العهدة الخامسة!!
ماذا عن الملايير الممليرة التي تحوزها جبهة التحرير و الأردني من أموال الريع و الفاسدين و المؤسسات الإعلامية التابعة لها و التي نهبت و مازالت من ال Anep بغير حساب دون حديث عن تجميدها !!
ماذا عن آلاف المقرّات و الفيلات و القصور من ” رزق الشعب” التي يحتلها الFLN و ال RND منذ عهود دون حديث عن نزعها!!
ماذا عن السفراء و القناصلة الذين عيّنتهم العصابة السابقة و هم نفسهم من سينطم الإنتخابات في الخارج !!!
ماذا عن انتخاب العسكر و مختلف الأسلاك الأمنية و وكالاتهم المضاعِفة لأعدادهم !!
ماذا و ماذا و ماذا عن…. الإنتخابات ليست الصندوق يا مون جينيرال.