ارتفعت أعداد القتلى في مدن سورية عدة وجرح العشرات خلال عمليات أمنية نفذتها قوات الجيش والأمن السوري ضد المحتجين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وقال نشطاء إن المظاهرات مستمرة رغم تصاعد الهجمات العسكرية على المدن لسحق الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية المستمرة منذ ما يقرب من ستة أشهر. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان وصل الجزيرة نت إن « عدد الشهداء في سوريا ارتفع إلى 28 شهيدا إثر مجزرة حقيقية نالت حمص نصيبها الأكبر وكذلك حماة وعدة مناطق أخرى ». وأرفق بيان الهيئة بأسماء القتلى وأعمارهم ومناطقهم، وتبين من بين الأسماء مقتل أطفال لم يتجاوز بعضهم السابعة من العمر. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن نشطاء ومقيمين في مدنية حمص قولهم إن القوات السورية تساندها الدبابات قتلت ما لا يقل عن 14 مدنيا في المدينة الأربعاء. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن 16 شخصا بينهم 14 في حمص قتلوا وأصيب العشرات بجروح عندما أطلق رجال الأمن النار عليهم أثناء عمليات مداهمة شملت عددا من المدن السورية. حملة « شرسة » وقد بدأت قوات الأمن والشبيحة حملة صباح اليوم في حمص وصفها ناشطون بأنها شرسة. وفي الوقت نفسه قطعت السلطات جميع أنواع الاتصالات وخدمة الإنترنت عن بعض أحياء المدينة. جثة زكريا فرزات من بلدة الرستن قرب حمص وفق فيديو بثه ناشطون (الفرنسية) وقال نشطاء وسكان إن أحياء مثل باب سباع وباب دريب وباب هود شهدت أكبر احتجاجات يومية للمطالبة بتنحي الأسد حيث تساعد شوارعها الضيقة المتشابكة المحتجين على الفرار من قوات الأمن. وسمع دوي انفجارات وإطلاق نار بكثافة خصوصا في أحياء باب هود والحمرا وباب دريب والخالدية والبياضة وبستان الديوان. كما أفاد ناشطون أن قوات الأمن أطلقت النار على مسجد خالد بن الوليد في وسط المدينة. وأفادت لجان التنسيق المحلية اقتحام مستشفى البر في حمص من قبل عناصر يرتدون الزي العسكري وأنهم قاموا بخطف كل الجرحى ومرافقيهم وطاقم الإسعاف واقتادوهم بناقلات الجنود العسكرية إلى جهة مجهولة حيث قضى أحد الجرحى نحبه بعد أن أزيل عنه جهاز التنفس. وأفاد ناشطون أن شخصين قتلا وجرح عشرات خلال عملية أمنية نفذتها قوات الأمن السوري في مدينة سرمين بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا. كما اقتحمت قوات الأمن بلدة خطاب بريف حماة حيث لقي ستة أشخاص بينهم سيدة مصرعهم وأصيب العديد بجروح. وفي الرمل الجنوبي باللاذقية، قال ناشطون إن بعض مناطق الحي شهدت انتشارًا أمنيًّا، وإن قوات الأمن دهمت عددًا من المنازل. ضباط منشقون وبث ناشطون على الإنترنت صورًا قالوا إنها لاعتصام مناهض لنظام الأسد في مدينة الرستن بمحافظة حمص مساء أمس. وشارك في الاعتصام عدد من الضباط المنشقين عن الجيش، حسب قول الناشطين. جثة قتيل ملقاة في الماء قرب حمص وفق مقطع بثه ناشطون اتهموا الأمن بقتله (الفرنسية) وفي كفر بطنا بريف دمشق، أجبرت قوات الأمن إدارة مستشفى الفاتح على إغلاق أقسام الإسعاف والعمليات بعد أن كان يستقبل كل مصابي الاحتجاجات في عربين وكفر بطنا وسقبا ويهتم بهم، وقالت لجان التنسيق المحلية إن مدير المستشفى هرب خوفا من الملاحقة بعد وصول تهديدات إليه. وفي مدينة اللاذقية يتعرض المعتقلون لتعذيب شديد وإهانات متواصلة وخصوصا المحتجزون في مدرسة 6 تشرين التي حولت إلى معتقل بسبب كثرة المعتقلين وفق بيان لجان التنسيق المحلية. واستمرت الهجمة الأمنية ضد الناشطين عبر محاولات الاعتقال والتمشيط واعتقال رهائن من عائلات النشطاء ليسلموا أنفسهم، وواصلت قوات الأمن ملاحقة النائب العام لمدينة حماة عدنان بكور, الذي بث شهادة مسجلة تحدث فيها عن المقابر الجماعية وتفاصيل الانتهاكات التي قامت بها قوات الأمن، وفق لجان التنسيق المحلية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأمن السوري اعتقل النشطاء في الحراك الشعبي بمدينة دير الزور، محمود الجاسم وأحمد الجاسم وفياض الشيخ وجاسم الدبش والشيخ صالح الخيزران إمام وخطيب مسجد قباء في حي الجورة، الذين كانوا متوارين عن الأنظار في مدينة الحسكة. وأضاف المرصد أن الأجهزة الأمنية نفّذت مساء أمس، حملة اعتقالات في أحياء الجورة والموظفين والحويقة أسفرت عن اعتقال 53 شخصًا. يذكر أن عدد القتلى في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف مارس/ آذار الماضي بلغ 2200 قتيل وفق تقارير للأمم المتحدة. وتتهم السلطات « جماعات إرهابية مسلحة » بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى، لتبرير إرسال الجيش إلى مختلف المدن السورية لقمع المظاهرات.